لزمت باب امير الأنبياء ام كلثوم
نهج البردة قصيدة نظمها أمير الشعراء أحمد شوقي في مدح الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي من أروع القصائد التي قيلت في مدح المصطفى ـ ص ـ
لـزِمتُ بـابَ أَمـير الأَنبيـاءِ، ومَـنْ
يُمْسِـكْ بمِفتــاح بـاب اللـه يغتنِـمِ
وبغيَـةُ اللـه مـن خَـلْقٍ ومـن نَسَـمِ
ونودي اقرأ تعالى الله قائلها لم تتصل قبل من قيلت له بفم
هناك اذن للرحمن فامتلئت اسماع مكة من قدسية النغم
سَــرَتْ بشــائِرُ بالهـادي ومولِـده
في الشرق والغرب مَسْرى النورفي الظلمِ
أَتيـتَ والنـاسُ فَـوْضَى لا تمـرُّ بهم
إِلاّ عـلى صَنـم، قـد هـام فـي صنمِ
أَســرَى بـك اللـهُ ليـل، إِذ ملائكُـه
والرُّسْـلُ في المسجد الأَقصى على قدَمِ
لمــا خـطرتَ بـه التفُّـوا بسـيدِهم
كالشُّـهْبِ بـالبدرِ، أَو كـالجُند بـالعَلمِ
صـلى وراءَك منهـم كـلُّ ذي خـطرٍ
ومن يفُــز بحــبيبِ اللـه يـأْتممِ
جُـبْتَ السـمواتِ أَو مـا فـوقهن بهم
عـــلى منــوّرةٍ دُرِّيَّــةِ اللُّجُــمِ
رَكوبـة لـك مـن عـزٍّ ومـن شرفٍ
لا فـي الجيـادِ، ولا فـي الأَيْنُق الرسُمِ
مَشِــيئةُ الخـالق البـاري، وصَنعتُـه
وقدرةُ اللــه فـوق الشـك والتُّهَـمِ
حــتى بلغـتَ سـماءً لا يُطـارُ لهـا
عـلى جَنـاحٍ، ولا يُسْـعَى عـلى قَـدمِ
وقيــل: كــلُّ نبــيٍّ عنـد رتبتِـه
ويــا محـمدُ، هـذا العـرشُ فاسـتلمِ
يـا ربِّ، هبـتْ شـعوبٌ مـن منيّتهـا
واســتيقظت أُمَـمٌ مـن رقْـدة العـدمِ
رأَى قضــاؤك فينــا رأْيَ حكمتِـه
أَكـرِمْ بوجـهك مـن قـاضٍ ومنتقـمِ
فـالطُفْ لأَجـلِ رسـولِ العـالمين بنا
ولا تزدْ قومَــه خسـفً، ولا تُسـمِ
يـا ربِّ، أَحسـنت بَـدءَ المسـلمين به
فتمِّـم الفضـلَ، وامنـحْ حُسـنَ مُخْتَتَمِ
0 التعليقات :
إرسال تعليق