الأبوة في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (2)
زواج بناته (صلى الله عليه وسلم ):
لقد تزوجت زينب من ابن خالتها أبي العاص بن الربيع * وتزوجت رقيه وأم كلثوم من عتبه وعتيبة ولدي أبي لهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم * وبقيت فاطمة في البيت فقد كانت دون سن الزواج .
ولما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلمت خديجة * وأسلمت البنات الأربع بعدها* ومضى الرسول الكريم ينفذ أمر الله * ويدعو الناس إلى الإسلام* ولكن قريشا أبت الاستجابة * واجتهدت في الكيد له ما استطاعت ذلك .
واجتمع زعماؤها يوما* فتشاوروا في أمره صلى الله عليه وسلم * وطلبوا من أزواج زينب ورقية وأم كلثوم * أن يفارقوا بنات الرسول صلى الله عليه وسلم * حتى ينشغل بهن عن الدعوة* وبالفعل نفذ ولدا أبي لهب ذلك . ثم تزوج عثمان ابن عفان _رضي الله عنه _ من رقية * وعندما وعندما توفيت زوجه الرسول _صلى الله عليه وسلم _ من أختها أم كلثوم تطييبا لخاطره * فبقيت معه إلى أن توفيت .
وأما زينب فبقيت مع أبي العاص * ثم أسره المسلمين في معركة بدر* فاستعد أهله لفدائه * وكان الفداء قد وصل إلى أربعة آلاف درهم * وزينب رأت أن تفديه بما هو أعز وأثمن من المال * فأرسلت إلى أبيها قلادة كانت لأمها * وقد أهدتها إليها يوم زفافها إلى أبي العاص* يقول ابن إسحق: فلما رآها رسول الله رق لها رقة شديدة* وقال (إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا* فقالوا : نعم يا رسول الله * وردوا عليها الذي لها).
وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي العاص أن يخلي سبيل زينب فوعده خيرا ... وقد أسلم أبو العاص فيما بعد * ورد إلى أهل مكة أموالهم الذي كان يتاجر بها ثم خرج إلى مكة حتى قدم المدينة * والتقى برسول الله صلى الله عليه وسلم فأثنى عليه خيرا ورد عليه زينب.
وبعد سنة من ذلك توفيت زينب * وتركت (أمامة) و(عليا)لأبي العاص* لعله يجد فيهما العزاء * وقيل : إن أمامه كانت صورة مصغرة من أمها زينب *و أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجد فيها ما يخفف حزنه على أمها * فكان يأنس بها * ويسبغ عليها الكثير من حبه وعطفه وحنانه * وفي الصحيحين أنه كان يحملها على عاتقه ويصلي بها * فإذا سجد وضعها حتى يقضي صلاته * ثم يعود فيحملها.
زواج فاطمة الزهراء:
أما رابعة البنات فهي فاطمة الزهراء التي نقول عنها عائشة رضي الله عنها ) ما رأيت قط أفضل من فاطمة غير أبيها) . ويروي ابن عباس عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل نساء أهل الجنة خديجة * ثم فاطمة ومريم وآسية).
وعن ابن عباس _رضي الله عنه_(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر قبل ابنته فاطمه))
ولدت الزهراء وقريش تبني الكعبة* ثم تحكم قريش أبها لفض خلاف القبائل حول وضع الحجر الاسود في مكانه من البناء وعندما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم عانت فاطمة الكثير*وتألمت اشد الالم من تصرفات قريش الجائرة المؤذية لأبيها* وهي طفله صغيرة.
وعندما بلغت الثامنة عشر من عمرها*زوجها الرسول صلى الله عليه وسلم من علي بن أبي طالب كرم الله وجهه* وفي ليلة زواجها دعا رسول اله صلى الله عليه وسلم بماء*فتوضأ منه ثم افرغ عليها* وقال( اللهم بارك فيها وبارك عليها* وبارك لهما في نسلهما))
وقد أنجبت الزهراء الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم* وقد أحبهم الرسول حبا كبيرا* وكان يسبغ عليهم فيضا من عطفه وحنانه* خاصة الحسن والحسين اللذين كان يقول فيهما(هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إني أحبهما وأحب من يحبهما).
0 التعليقات :
إرسال تعليق